أول مشروع للمركز كان عقد دورات تدريبية لتأهيل المربيات الحاضنات للعمل مع الاطفال, بعد ان حصلنا على الاعتراف من وزارة العمل لفتح دورة مربيات حاضنات في سنة 1989. تسجلت للدورة الأولى 86 امرأة ففتحنا دورتين الأولى صباحية والثانية بعد الظهر حيث عقد التدريب ما بين 3/1990 و7/1991. وقد طورنا استبيان موقف لدراسة أثر الدورة وتقيمها.
بعد نجاح الدورة الاولى شاركتنا الطالبات في الجلسات التقيميية التى أجريناها معهن أنهن يتعلمن الكثير ليس فقط عن الاطفال بل عن ذواتهن وشاركن في التغييرات الحاصلة لديهن ليس فقط على مستوى المعرفة المهنية في مجال الطفولة المبكرة بل التغييرات الشخصية التي حصلت لديهن كتغيير بالمواقف وتغيير في تقدير الذات وتغييرات سلوكية متعددة، اي أن المُشارِكة في الدورة أكتسبت بالاضافة الى المعرفة المهنية ثقة بقدراتها ومهارات في الاتصال الاجتماعي. وهذا ما جعلنا نقيم عملنا ونفكر تفكير نقدي بما نهدفه خلال التدريب. فكرنا وحللنا ما هي العوامل التي ساعدت على هذا النجاح وكانت اسباب متعددة منها النهج الذي اتبعناه في التدريب والذي بدأ وبنى على المعرفة الذاتية والموروثة والتعامل النقدي مع هذه المعارف والقيم التي يحضرنها معهن كما وان كون المؤسسة نسائية وغالبية طاقمها كان نساء فعالات شكل محفز ونموذج للمشاركات. هذا الاستشفاف جعلنا نعزز منهجية العمل والتأكيد على ان فاقد الشيء لا يعطيه كما طورنا اليات للتقيم الممنهج فقمنا بتطوير استبيان مواقف قبلي وبعدي يعطى للمشاركات مع بدء الدورة وفي نهاينتها، لفحص تأثير الدورة البعد الشخصي من مهارات ومواقف. كما وظهرت الحاجة في موارد باللغة العربية فبدئنا العمل على انتاجها. وتعززت لدينا اهمية العمل مع المشاركات ليس فقط على البعد المهني بل أيضا على البعد النسوي التدعيمي اذ ان غالبيتهن ولدى انضمامهن للدورات كن يتبنين الفكر الابوي المهيمن مجتمعيا. وجدنا من المهم أعادة الثقة بالمعرفة الذاثية الثقافية التى تحضرها معهن المتدربات الى الدورة (الموروث الثقافي) وتدعيم هذه المعرفة بالمعرفة العلمية التى تراكمت في العلوم المرتبطة بعملنا. التركيز على مسارات التعلم في الدورة من خلال تعلم التجارب والحوارات واليات التدريب الفعال, وخاصة التدريب العملي في الحقل وقد تطورت التدريبات العملية وشملت زيارات في الحقل لنماذج مختلفة من الاطر التربوية وذلك لتعزيز قدرة المشاهدة النقدية وتطبيقات عملية موجهة رافقها ارشاد فردي وجماعي.
الدورة الثانية والثالثة عقدت من ايلول 1991 ولغاية اكتوبر 1992 والدورة الخامسة والسادسة من تشرين ثاني 1992 لغاية 1993 واستمرينا في التدريبات بمعدل 40 مربية كل سنة.
وقد بدئنا تطوير النهج منذ البداية واتضحت معالمه اكثر في سنة 1993 عندما بدأنا ايضا بفحص أثر الدورة على المشاركات والاستشفاف حول النهج وفي سنة 1996 وبعد سنوات من التدريب بدأنا توثيق الفلسفة التدريبية: النهج والاليات. استمر عقد دورات سنوية[1] لغاية 1999 دربنا 17 فوج. خلال عملنا وثقنا الخبرات خلال دورة التدريب,. من أجل بناء مخزون من المعلومات يمكن الاستفادة منها في التدريبات المختلفة. ولكي نستطيع اشراك الاخرين بتوجهنا التدريبي طورنا موارد خاصة بالموضوع[2] ونشرناه في كتيب تحت عنوان النهج التدعيمي.
لغاية 1997 تدربت 222 امراة بينما كانت 38 امرأة اضافية تشارك في التدريب..
اعتمد نهج العمل في الدورة من البداية عدة أسس: فاقد الشيئ لا يعطيه لذا من المهم العمل مع المربية فهي مركز العملية التربوية في الدورة. كما وجدنا من المهم أعادة الثقة بالمعرفة الذاثية الثقافية التى تحضرها معهن المتدربات الى الدورة (الموروث الثقافي) وتدعيم هذه المعرفة بالمعرفة العلمية التى تراكمت في العلوم المرتبطة بعملنا. كما وطورنا نهجنا التدريبي عبر السنوات بالتركيز على مسارات التعلم في الدورة من خلال تعلم التجارب والحوارات واليات التدريب الفعال, وخاصة التدريب العملي في الحقل. واتضحت اكثر معالم التدريب الفعال كما وثقناها في كتابنا التدريب الفعال.
وتطور العمل لاحقا لمجالات اخرى لدعم المرأة ومكانتها في المجتمع. وهذا النهج أي تقييم العمل والاستشفاف حوله وتطويره بناءا على الدروس المستفادة أصبح نهج في عملنا وتطور لاحقا ايضا ليصبح التقييم والاستشفاف مرافق للعمل في الحقل.
زيادة امكانيات العمل للنساء من خلال التدريب: أثبتت تجربتنا أن المُشارِكة في الدورة ساهمت في زيادة ثقة النساء بقدراتهن وزادت إمكانيات عملهن من خلال التدعيم الذاتي والمهني. شاركت العديد من الخريجات في فعاليات مجتمعية وفي سوق العمل.
وقد تركز عملنا مع المتدربات خلال فترة التطبيق بالاضافة الى الاستشارة العينية لبعض الحضانات والروضات على تطوير رؤيا للتطبيق بحيث تتوزع ساعاته على زيارات عديدة لمشاريع مجتمعية تختص بالطفولة المبكرة (مراكز تأهيل وإثراء للمربيات, عيادات الام والطفل, مراكز تطوّر الطفل.. وغيرها) للتعرف على عملها عن كثب, ولتعزيز قدرة المشاهدة النقدية، بلأضافة للمشاهدات الموجهّة لانشطة مختلفة في الحضانة ومناقشتها في لقاءات الارشاد الجماعية, وتطبيق في العمل المباشر مع الاطفال.
[1] انظر/ي ملحق رقم 1
[2] راجع/ي ثقافة الموارد